مستقبلُ العالم في القرآن

پدیدآورعلی الکورانی

تاریخ انتشار1388/11/21

منبع مقاله

share 678 بازدید
مستقبلُ العالم في القرآن

الشيخ علي الكوراني

(ويومَ نَبْعَثُ في كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً عليهم من أنفسهم، وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكُلِّ شيءٍ، وهُدىً ورحمةً وبُشرى للمُسلمين).
89 النحل
يقول المفسرون: إن العموم في قوله تعالى (تبياناً لكُلِّ شيءٍ) عموم إضافي لا حقيقي، والمعنى أن في القرآن بيان كل شيء من علوم الدين على حد تعبير الفخر الرّازي، أو بيان كل شيء يتعلّق بأمر هداية الناس على حدّ تعبير السيد الطباطبائي، وليس معناه أن في القرآن بيان جميع العلوم والأمور بما فيها العلوم الطبيعية وعلم أحداث المستقبل والغيب مثلاً.
ولكن هل يمكن بهذه البساطة أن نرفع اليد عن عموم هذه الفقرة من الآية الكريمة؟
ومن جهةٍ أخرى هل يمكن أن نقول إن جميع العلوم والأمور مفهومة أو مبينة في القرآن؟
من النّكات الدقيقة في الآية الشريفة أنّ الخطاب فيها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس لُلأمّة، والتبيان فيها صفة للقرآن بما هو منزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس بما هو منزل على الأمّة، فكلمة (التبيان) هي الكلمة الوحيدة في القرآن على كثرة استعماله مشتقّات (بين) فالموضوع فيها إذن هو العلم المنزّل في القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطريقة بيان خاصة سمّاها الله تعالى التبيان، وليس هو العلم المبين للأُمة.
وعليه يكون موضوع العموم الذي ينبغي البحث في أنه حقيقي أو إضافي هو ما يفهمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعلمه من القرآن لا ما تفهمه الأمة. ويكون الأولى بنا حينئذ أن نرجع إلى الأحاديث الشريفة التي يصرح عدد منها بأن عموم «كل شيء» عموم حقيقي لا إضافي، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ذلك من القرآن وإن كنا لا نعلمه، أو كما في بعض الأحاديث (لا تبلغه
عقول الرّجال) وأنّ هذا العلم الشامل من القرآن أورثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الأئمة من أهل بيته عليهم السلام.
في تفسير العيّاشي عن الإمام الصّادق عليه السلام قال: قال الله تعالى لموسى: (وكتبنا لهُ في الألواح من كُلِّ شيءٍ) فعلمنا أنه لم يكتب لموسى الشيء كله، وقال لعيسى: (ولأُبين لكُم بعض الذي تختلفون فيه)، وقال الله لمحمد صلى الله عليه وآله: (وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيءٍ).
وفي الكافي: ج2، ص599، ح3. عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إن العزيز الجبار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البارّ، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم، وخبر السماء وخبر الأرض، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم).
وفي تفسير البُرهان: ج1، ص378. عنه عليه السلام قال: (قد ولدني رسول الله وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق وما هو كائن الى يوم القيامة، وفيه خبر السماء وخبر الأرض، وخبر الجنّة وخبر النّار، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي، إن الله عز وجلَّ يقول: (فيه تبيانُ كُلِّ شيءٍ).
والنتيجة التي نريد الخلوص إليها أن مستقبل الأمة الإسلامية والعالم مبين في القرآن بطريقة يعرفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وورثة علمه الأئمة عليهم السلام معرفة كاملةً بكل مراحله وتطوّراته، وأن طريقنا إلى معرفة ذلك مقدار ما نفهمه من آيات وما وصل إلينا في هذا المجال من الأحاديث والرّوايات الشريفة.
وقد تبلغ الآيات التي تتحدّث عن مستقبل الأُمة والعالم عشرات الآيات من قبيل قوله تعالى: (وَعَدَ اللهُ الذين آمنُوا منكُم وعملوُا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض...) وقوله: (سنُريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفُسهم حتى يتبين لهم أنهُ الحقُّ...) وقوله: (ومن أظلمُ ممن منع مساجد الله... لهُم في الدُّنيا خزيٌ...) إلى عشرات الآيات وغيرها.
أمّا الأحاديث والرّوايات فهي مئات مبثوثة في مصادر الحديث والتفسير عند السنة والشيعة، وبعضها مجموع في أبواب مستقلّة مثل أبواب الملاحم والفتن.. وهي تتحدّث عن أحداث كبيرة وصغيرة تجري على الأُمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي المراحل التي تليها حتى آخر الزمان. ولعلَّ أكثرها عدداً وأصحّها رواية عند الفريقين تلك التي تتحدث عن مرحلة ظهور الاسلام ودخول شعوب العالم فيه وإقامة دولته الإلهية على يد المهدي المنتظر من أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وعندما تلتقي الرّواية مع الآية على موضوع مستقبلي يكون لها قيمة علمية خاصّة، كما هو الأمر في الرّوايات الواردة في تفسير آيات بظهور الإسلام أو ظهور المهدي عليه السلام.
نظرة عامّة على الآيات المفسّرة بظهورالمهدي عليه السلام
جمع المرحوم آية الله البحراني في كتابه المحجَّة نحو مئة رواية وردت في تفسير آيات بالإمام المهدي عليه السلام. ولكن بعد استقصائنا لأكثر من أربعمائة مصدر من كتب الحديث والتفسير وجدنا أنها تزيد على الخمسمائة رواية تفسّر عشرات الآيات بالإمام المهدي عليه السلام، أكثرها مرويّ عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام من طرقنا وقليل منها روي من طرق إخواننا السنة.
أما موضوعاتها فهي متنوعة كثيراً، فهي تتحدّث عن عددٍ من الأحداث قبل ظهوره عليه السلام، وعن توافد أصحابه إلى مكّة وبداية ثورته من المسجد الحرام، وعن زحفه إلى القُدس، ثم توجهه إلى العالم، وعن معاركه وانتصاراته، وعن الرّخاء والرّفاهية في عصره، وعن عدله ورحمته ومحبة الناس له، وعن عشرات المواضيع الكلية والتفصيلية عن هذه المرحلة من ظهور الإسلام على الدين كلّه، وعما يرافقها ويتلوها من نزول المسيح مصدّقاً بالمهدي عليهما السلام ومؤازراً له، وعمّا يكون بعد المهدي عليه السلام من عودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام إلى الدنيا وحكمهم مدّة طويلة، ثم عن بداية أشراط الساعة وخروج دابّة الأرض ويأجوج ومأجوج.. الخ.

نماذج من مصادر الفريقين

1ـ قال الطبري في تفسيره: ج1، ص398 ـ 399 (... عن السدي في قوله تعالى: (ومن أظلمُ ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمُهُ وسعى في خرابها) قال: الرّوم كانوا ناصروا بختنصر على خراب بيت المقدس، وفي قوله: (أُولئك ما كان لهُم أن يدخُلُوها إلا خائفين) قال: فليس في الأرض روميّ يدخله إلا وهو خائف أن تضرب عنقه وقد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها. وفي قوله: (لهم في الدُّنيا خزْيٌ) قال: أما خزيهم في الدُّنيا فإنه إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم فذلك الخزي.
ونقل ذلك عنه الشيخ الطُّوسي في تفسيره (التبيان) ج1، ص420. وزاد في آخره (فلذلك خزيهم في الحياة الدّنيا أن يقتلوا إن كانوا حرباً) كما نقله السيوطي في الدّرّ المنثور: ج1، ص108. وفي العرف الوردي في أخبار المهدي الحاوي: ج2، ص57. وصاحب كنز العمال في كتاب البرهان: ص155 وصاحب جريدة العجائب: ص275.
ومهما قلنا في القيمة العلمية لهذه الرّواية عن السدي ورددنا تطبيقاته لبعض فقرات الآية على عصره، فإن الرّواية تكشف أنه كان في ذهن جيل التابعين أمثال السّدي أن انتصار المسلمين الكامل على الروم وفتح عاصمتهم المسمّاة في هذه الرواية القسطنطينية ـ وفي روايات أخرى بالمدينة
الرومية الكُبرى ـ إنما يتم على يد المهدي الموعود عليه السلام، وتتحقق على يده عزّة المسلمين في مقابلهم.
2ـ وفي كمال الدين: ج2، ص670 ج58 ح16. عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (هُوَ الذي أرسل رسُولهُ بالهُدى ودين الحقِّ ليُظهرهُ على الدين كُلِّه ولو كرهَ المُشركون) قال: والله ما نزل تأويلها بعد ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم، فإذا خرج القائم لم يبق كافر بالله العظيم ولا مُشرك بالإمام إلا كره خروجه حتى إن لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرةٍ لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.
وروى بعضه فرات في تفسيره: ص184 والعياشي: ج2، ص87 ح52. ورواه في العدد القوية: ص69، ح104. وفي تأويل الآيات: ج2، ص688. وغيرها من مصادرنا الشيعية.
وروى في مجمع البيان: ج5، ص280. عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (هُو الذي أرسل رسُولهُ بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كُلِّه) أظهر بعد ذلك؟ قالوا: نعم. قال: كلاّ. فو الذي نفسي بيده حتى لا تبقى قريةٌ إلا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بكرةً وعشياً، ورواه في تأويل الآيات: ج2، ص689 ح6. وفي تفسير الصافي: ج2، ص338. وغيرها من مصادرنا.
وروت مصادر إخواننا السنة تفسيرها بنزول عيسى على نبينا وآله وعليه السلام، كما في جامع الطبري: ج10، ص82. وسُنن البيهقي: ج9، ص180. والدّرّ المنثور: ج3، ص213. وقال الشافعي صاحب البيان: ص528، ح25. عن سعيد بن جبير في تفسيره قوله (ليُظهرهُ على الدين كُلِّه ولو كرهَ المشركون) قال هو المهديُّ من عترة فاطمة، ثم قال: وأما من قال إنه عيسى فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للإمام على ما تقدم وروى الفخر الرازي في تفسيره: ج16، ص40. عن أبي هريرة قال: (هذا وعدٌ من الله تعالى يجعل الإسلام عالياً على جميع الأديان) ثم قال: (وتمام هذا إنما يحصل عند خروج عيسى، وقال السّدي: ذلك عند خروج المهدي، لا يبقى أحدٌ إلا دخل في الإسلام أو أدّى الخراج) وقد تواترت الأحاديث عند الفريقين بأن نزول عيسى يكون في عهد المهدي عليهما السلام وأنه يصلي خلفه.
3ـ وكذلك اتفقت مصادر الفريقين على تفسير قوله تعالى: (ولو ترى إذ فزعُوا فلا فوتَ وأُخذُوا من مكانٍ قريبٍ) (51 ـ سبأ) بجيش الخسف الذي يدخل المدينة المنورة ثم يقصد مكّة المكرّمة لقتال المهدي عليه السلام أوّل ظهوره فيخسف الله تعالى بهم قبل وصولهم إلى مكّة، كما ترى في تفسير الطبري: ج22، ص72. وتفسير الثعلبي: ج3، ص154. والبدء والتاريخ: ج2، ص177. وعقد الدُّرر: ص76، ب4، ح2. والدّرّ المنثور: ج5، ص240. وقال: (وأخرج ابن جرير وابن منذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس) وعدد كبير من مصادرنا لا
مجال لتعدادها. أمّا روايات جيش الخسف بقطع النظر عن الآية فقد تواترت في مصادر الفريقين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنها الصحاح الستة.
4ـ وكذلك نرى مصادر الفريقين تلتقي على تفسير الآية المتعلقة بنزول عيسى عليه السلام (وإن من أهل الكتاب إلاّ ليُؤمنن به قبل موته ويومَ القيامة يكون عليهم شهيداً) (159 ـ النساء) كما في تفسير الطبري: ج6، ص14. وقال الشيخ الطوسي في التبيان: ج3، ص386 (... كأنه قال: لا يبقى أحد من اليهود إلا ليؤمن بعيسى قبل موت عيسى، بأن ينزله الله تعالى إلى الأرض إذا خرج المهدي وأنزله الله لقتل الدجال، فتصير الملّة كلها ملة واحدة وهي ملّة الإسلام الحنيفية ودين إبراهيم عليه السلام، ذهب إليه ابن عباس، وأبو مالك، والحسن، وقتادة، وابن زيد... واختاره الطبري. والآية خاصة لمن يكون في ذلك الزمان، وهو الذي ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره أصحابنا).

نماذج من مصادر الإمامية

1ـ في كمال الدين للصدوق رحمه الله: ج1، ص330. ب32، ح16. ـ بسنده عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (القائم منّا منصور بالرُّعب، مؤيّد بالنصر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز. يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عزَّ وجلَّ به دينه على الدّين كلّه ولو كره المشركون، فلا يبقى خراب إلاّ عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلّي خلفه... فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وأوّل ما ينطق به هذه الآية: (بقيةُ الله خيرٌ لكُم إن كنتم مؤمنين) ثم يقول: أنا بقية الله في الأرض وخليفته وحجته عليكم، فلا يسلمّ عليه مسلم إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه.
2ـ وفي غيبة النعماني: ص229، ب14، ح40. عن أبي بصير قال: سُئل أبو جعفر الباقر عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: (سنُريهُم آياتنا في الآفاق وفي أنفُسهم حتى يتبين لهم أنهُ الحقٌُ) فقال: يريهم في أنفسهم المسخ، ويريهم في الآفاق انتفاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق. وقوله: (حتى يتبين لهُم أنهُ الحقُّ) يعني بذلك خروج القائم هو من الله عزَّ وجلَّ يراه هذا الخلق لا بُدّ منه).
وقد يكون معنى المسخ المذكور للطغاة مسخاً في شخصيتهم وروحيتهم يظهر به ضعفهم. ومعنى انتفاض الآفاق عليهم فقدان سيطرتهم على البلاد والشعوب بسبب حالة ثوريةٍ أو حالة انتفاض وعصيان شاملة، شبيهاً بما نراه في عصرنا من فقدان روسيا السيطرة على الشعوب التي كانت خاضعه لها.
3ـ وفي غيبة النعماني ص251، ب14، ح8. سُئِلَ أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله
تعالى: (فاختلف الأحزابُ من بينهم) فقال: انتظروا الفرج من ثلاث، فقيل: يا أمير المؤمنين وما هُنّ؟ فقال: اختلاف أهل الشام فيما بينهم، والرّايات السّود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.
فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أو ماسمعتم قول الله عز وجل في القرآن (إن نشأ نُنزل عليهم من السماء آيةً فظلت أعناقُهُم لها خاضعين) هي آية تُخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان، ورواه عنه من اخواننا السنة السلمي في عقد الدُّرر: ص104، ب4، ح2. وعدد كبير من مصادرنا لا مجال لتعداده، وبعضهم رواه عن الإمام الباقر وعن الإمام الصادق عليهما السلام وعن ابن عباس، وفسّرت الرّوايات الأخرى هذه الفزعة أو الآية في شهر رمضان بأنها نداء من السماء إلى شعوب العالم بأن يتركوا صراعاتهم وبعدهم عن الدين ويطيعوا الإمام المهدي الموعود عليه السلام ويسميه باسمه واسم أبيه. وقد وردت أحاديث أخرى بقطع النظر عن تفسير الآية في هذا النداء السماوي في مصادر الفريقين لا مجال لتعداد مصدرها أيضاً.
4ـ وروت مصادرنا في تفسير قوله تعالى: (ولئن أخرنا عنهُم العذابُ إلى أمَّةٍ معدُودةٍ ليقُولُنَّ ما يحبسُهُ؟ ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) 8 ـ هود.
أن المقصود بالأُمة المعدودة أصحاب المهدي عليه السلام. ففي تفسير القمّي: ج1، ص323. عن المعصوم عليه السلام في تفسيرها قال: (الأمة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر) ورواه العياشي في تفسيره أيضاً عن الإمام الباقر عليه السلام: ج2، ص57. وزاد فيه (يجمعون له في ساعة واحدة قزعاً كقزع الخريف) وفي: ص141. عن الإمام الصادق عليه السلام بلفظ (هو القائم وأصحابه) ورواه النعماني في غيبة: ص241، ب13، 36. عن الإمام الصادق عليه السلام ورواه عدد آخر من مصادرنا لا مجال لتعدادها.
ومما يُلاحظ أن تفسير الأمة في الآية بالجماعة من الناس أصحُّ من تفسيرها بالمدّة كما درج عليه المفسرون، وذلك لأن الأصل في استعمالات القرآن المعنى الحقيقي ولا يصحّ العدول عنه إلى المجاز ما دام يوجد إليه سبيل، فقد استعملت كلمة أُمّة في القرآن 49 مرّة على ما في المعجم المفهرس، منها 45 مورداً اتفق المفسرون على أنها بمعنى الجماعة الموحدة من الناس وهو المعنى الحقيقي لها. وذكروا أنها في الآية المذكورة والآية 118 من سورة يوسف بمعنى المدّة، وفي الآيتين 22 و23 من سورة الزخرف بمعنى الدين والملة. ولكن يمكن تفسيرها في الجميع بمعناها الحقيقي على حذف مضاف أو بدونه كما في الآية، وليس هذا مجال القول فيه.
5ـ فسّرت بعض الرّوايات (مطلع الفجر) في سورة القدر بأنه ظهور المهدي عليه السلام كما في تفسير فرات الكوفي: ص218 وتأويل الآيات لمحمّد بن عباس: ج2، ص818، ح3 و820، ح9. وقد يشكل على ذلك بأنه لا معنى لأن يكون انتهاء السلام في ليلة القدر بظهور المهدي عليه السلام أي طلوع الفجر، ولكن قد يكون المعنى أنه عند ظهوره يحدث تطوّر في ليلة القدر والسلام فيها عليه وعلى المؤمنين. فيكون المعنى أن السلام والعطاء في ليلة القدر قبل ظهور المهدي عليه السلام يمتد إلى طلوع فجرها، أما عندما يطلع فجر الإسلام ويشمل العالم بظهوره فإنه يحدث تطوّر في السلام الإلهي على أهل الأرض وعلى إمامهم تبعاً للتطوّر الإيماني الذي حدث فيهم، والله العالم.

مقالات مشابه

موعود در قرآن

نام نشریهبینات

نام نویسندهاحمد صادقی اردستانی

پایان نامه ها و کتاب شناسی قرآن و امام زمان(ع)

نام نشریهبینات

نام نویسندهادریس جعفرزاده

شباهت های حضرت مهدی(ع) و پیامبران

نام نشریهبینات

نام نویسندهمرضیه محمدزاده

موعود در قرآن

نام نشریهبینات

نام نویسندهاحمد صادقی اردستانی

پایان نامه ها و کتاب شناسی قرآن و امام زمان(ع)

نام نشریهبینات

نام نویسندهادریس جعفرزاده

شباهت های حضرت مهدی(ع) و پیامبران

نام نشریهبینات

نام نویسندهمرضیه محمدزاده

حضرت مهدی(ع) در تفاسیر اهل سنت

نام نشریهبینات

نام نویسندهشهربانو کاهدی, صغری رادان

آیات قرآن و زیارت نامه های امام زمان (ع)

نام نشریهبینات

نام نویسندهالیاس کلانتری